بسم الله الرحمن الرحيم ،
و الصلاة و السلام الاتمان الاكملان على المبعوث رحمة للعالمين و على اله و صحبه و التابعين، و تابعيهم باحسان الى يوم الدين
سنة هجرية سعيدة ، راجين من العلي القدير ان يدخلها علينا باليمن و البركات.
تحــــــية طيـــــبة
أما بعد
مما هو مذكور في كتب السير أن إمارة الحيرة , إمارة عربية و كانت الحيرة تابعة لدولة الفرس , وكان على رأس الحيرة في ذلك الوقت
النعمان بن امرء القيس بن عمر اللخمي , وكان يطلق عليه لقب ملك العرب , كعادة ملوك الحيرة في ذاك الوقت .
يقولون بكتب السير أن ملوك وإمراء العرب عطاياهم كثيرة وشملت كل من هب ودب وكانوا يحفظون الجميل لمن صنعه, ولكن قصتنا هذه تظهر كيف كان العطاء ,
وكيف كان رد الجميل العربي كما تظهر لنا شيمة من الشيم العربية الأصيلة
أراد النعمان ملك الحيرة أن يبني قصراً ليس كمثله قصر , يفتخر به على العرب , ويفاخر به أمام الفرس , حيث أن ملك الفرس كان سيقيم بهذا القصر
ووقع اختيار النعمان على مهندس اسمه سنمار لتصميم وبناء هذا القصر , وزعموا أن سنمار هذا كان رجلاً رومياً مبدعاً في البناء .
استدعى النعمان هذا البناء أو المهندس وكلفه ببناء قصر ليس له مثيل , يليق بملك الفرس والذي سينزل فيه.
سنمار هذا طارت به أحلامه وآماله في عطية ملك العرب بعد أن يبني له القصر الأعجوبة .
و استغرق سنمار في بناء هذا القصر عشرون سنة ,
انتهى سنمار من بناء القصر على أتم ما يكون وأطلقوا عليه اسم الخورنق , وكانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه . انتهى سنمار من بناء القصر ,
ثم جاء النعمان ليعاين البناء.
استعرض النعمان القصر وطاف بأرجائه , ثم بعد محادثة قصيرة مع سنمار , أمر رجاله بإلقاء سنمار من أعلى القصر فسقط سنمار جثة هامدة بلا حراك
يقولون أن سنمار قال للنعمان : إني أعرف موضع آجرة-يعني حجرة أو طوبة - لو زالت انقض القصر من أساسه ! فقال له : أيعرفها أحد غيرك ؟ قال : لا .
قال : لأدعنها وما يعرفها أحد فأمر به فقذف به من أعلى القصر فمات
وأياً كان السبب فهذا هو جزاء المعروف عند ملك العرب , ومن يومها ضربت مثلاً يقولون
"جزاء سنمار "
ما أحاول توضيحه أن هذا المثل يصدق اليوم علينا تماما ...
فاسم الشيخ "سعدان" ارتبط بأكبر انجازات المنتخب الجزائري لكرة القدم، وقد أكد ذلك مرة أخرى لما نجح في منح الجزائر تأشيرة التأهل
إلى نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010، بعدما حقق نفس الانجاز لما قاد الخضر إلى الدورتين النهائيتين لكأس العالم لسنتي 1982 و1986.
فرابح سعدان (63سنة) كان ضمن الجهاز الفني للمنتخب الجزائري الذي تأهل على حساب نيجيريا،في ديسمبر 1981، إلى مونديال اسبانيا 1982
،والذي كان يرأسه الروسي( أو السوفياتي سابقا) روغوف و بمساعدة الجزائري معوش وطبعا رابح سعدان الذي كان يبلغ حينها 35 سنة فقط،ثم تم
تجديد الثقة في سعدان فشارك في ملحمة خيخون في جوان 1982 ضمن الجهاز الفني المشكل من محي الدين خالف ورشيد مخلوفي حيث حقق
المنتخب الوطني فوزا تاريخيا على ألمانيا الفيدرالية (2-1) في الدور الأول للدورة النهائية للمونديال ثم انهزم فريق الخضر أمام النمسا قبل أن يفوز
على الشيلي (3-2) إلا أن الجزائر غادرت المنافسة بعد المؤامرة الشهيرة بين منتخبي البلدين الأوروبيين ألمانيا والنمسا. وقد أعاد سعدان الكرة مرة
ثانية بتأهيل الجزائر إلى مونديال 1986 بالمكسيك بعد مشوار تصفوي رائع، أزاح من خلاله ماجر ومناد و زملائهما، المنتخبين الزامبي والتونسي في
الدورين التصوفيين الأخيرين بانتصارات باهرة داخل وخارج الديار،و قد كان سعدان هذه المرة هو المدرب الرئيسي لمنتخب الجزائر، وقد قاده أيضا
خلال نهائيات نفس المونديال حيث اكتفت الجزائر بالتعادل مع ايرلندا الشمالية (1-1) وانهزمت أمام البرازيل (0-1) ) و اسبانيا (0-3)،وغادر حينها
رابح سعدان العارضة الفنية للخضر تحت ضغط رهيب وسخط كبير من ناكري الجميل قبل أن يعود إليها من الباب الواسع خلال نهائيات كأس أمم
أفريقيا2004 ويقود التشكيلة الوطنية إلى ربع نهائي المنافسة.. ويغادر مرة أخرى المنتخب الجزائري ويعود إليه في ديسمبر 2007 ويقوده إلى
نهائيات المونديال الثالث في تاريخ الكرة الجزائرية ..وياله من تأهل ...تأهل على حساب المنتخب المصري بطل أفريقيا للطبعتين السابقتين( 2006 و
2008) أي نفس الدورتين اللتين غابت عنهما الجزائر لأسباب لا يسع المجال لذكرها.
و ها هو اليوم يتعرض لحملة شرسة و مبيتة من أطراف خفية لا غرض لها الا زعزعة استقرار المنتخب , نعم لقد بنى لنا الشيخ قصرا كرويا لا مثيل له
في التاريخ الجزائري .
و ها نحن ننسى الجميل و يحاول البعض منا رمي الشيخ من شرفات القصر الذي بناه !!
فما أغبانا اذا كنا هكذا نجازي الشيخ !!
أتمنى أن أكون قد أفدتكم
شكرا لكم على القراءة
أرجو من الأعضاء الكرام المناقشة الموضوعية
و لما لا اقتراحات هادفة
دمتم جزائريين