اف400 كرفنج من BMW X-5
-السيارة إف 400 كرفنج من إنتاج دايملر كرايسلر تحافظ بفضل نظام تعليقها الذكي على التصاقها التام بالطريق حتى في المنحنيات الشديدة
-تقوم مجسات بي إم دبليو إكس 5 بتنظيم الفرملة والتسارع عندما يستدعي المرور توقفا متكررا
-في ظروف المرور المزدحمة تقوم تكنولوجيا مرسيدس بتحذير سائقها من بعض المخاطر المحتملة، على سبيل المثال عند تواجد مشاة على الطريق
-تقوم دواسة البنزين في سيارة بي إم دبليو الاختبارية بمقاومة حركة ضغطك لها عند تحريك قائد السيارة لعجلة القيادة بسرعة أثناء المرور بمنحنى
-تجهز بي إم دبليو الفئة السابعة متصلة بالإنترنت، مما يتيح للسائق أن يقوم بحجز فندق في المدينة التي يتوجه إليها أو حجز طاولة للعشاء في مطعم، بينما يقوم نظام الملاحة ببيان الطريق له وتوجيهه أثناء سيره
-أثناء عودة طبيب إلى البيت بسيارته، يقوم نظام التحكم الذي يستمد معلوماته من أقمار ملاحة صناعية بتوجيهه أولا إلى حادثة بالقرب منه!
على أحد الطرق الهادئة بشمال ميونيخ تسير سيارة بي إم دبليو إكس 5 والتي لا تختلف كثيرا من حيث المظهر الخارجي عن أخواتها إلا أنها من الداخل مختلفة كلية، إذ أنها سيارة اختبارية مجهزة بالعديد من المكونات الذكية، وأثناء سيرها يقوم السائق بحرف عجلة القيادة إلى اليسار ليتجاوز الخط المحدد للحارة المرورية، لكن السيارة ترفض الانصياع له! ليس هذا فقط بل تنحرف عجلة القيادة إلى اليمين متحدية بذلك السائق، وحتى لو أصر السائق على حرف عجلة القيادة إلى اليسار متقبلا لهذا التحدي فإن السيارة لن تنحرف إلى اليسار ولن تنصاع لرغبة السائق في الخروج من حارته المرورية!!
إن الوحدة الإلكترونية المدمجة في التابلوه والمتصلة بكاميرات تليفزيونية في مقدمة السيارة قامت بتحليل الصور الملتقطة من خلال هذه الكاميرات للحارة المرورية التي تسير فيها السيارة، وقامت بتحذير السائق من خلال مقاومة حركة توجيه عجلة القيادة، ألا يترك الحارة المرورية
بنفس الطريقة تقوم دواسات البنزين بمقاومة حركة ضغطها إذا اقتربت السيارة أكثر من اللازم من السيارة التي أمامها، أما في الاختناقات المرورية والتي تستلزم مناوبة الضغط بين دواسة البنزين ودواسة الفرامل فإن بي إم دبليو إكس 5 تأخذ الزمام كلية من السائق الذي يمكنه أن يرفع قدمه عن الدواسات ويضع يديه في جيبه إن أراد!
إن إدراج المكونات الذكية وحدات الميكروشيب في السيارة، أدى إلى نحويلها إلى كومبيوتر جوال متعدد الوسائط، مما مهد الطريق لتغيرات جذرية في عالم المرور، هدفها المساعدة على التقليل من الحوادث وتفادي الاختناقات المرورية إضافة إلى إمتاع السائق وإراحته عند تعرضه لضغوط عصبية أثناء القيادة، وتعد سيارة مرسيدس الفئة إس الجديدة تعبيرا صادقا عن هذا الاتجاه من خلال وحدة المجسات المدمجة بها والتي تقوم بالتعرف على المواقف الخطيرة التي قد يتعرض لها السائق أثناء القيادة محذرة إياه مسبقا والقيام بما يلزم لتفادي تلك المواقف
هذا ويتوقع يورجن شرمب، رئيس مجلس إدارة دايملر كرايسلر، أن يشهد قطاع السيارات خلال الخمسة عشرة عاما المقبلة تطورات هائلة لم يشهدها طوال الخمسين عاما الماضية. ويقول شرمب "فقط العجلات الأربعة هي الشيء الذي لن يتغير". [اف 400]
وفي سيارة دايملر كرايسلر الاختبارية إف 400 كرفنج يقوم نظام التعليق الذكي عند مرور السيارة مسرعة في منحنى أو عند فرملتها بقوة على منحنى بإمالة جسم السيارة للمحافظة على اتزانها وعلى التصاقها التام بالطريق
على صعيد آخر أصبحت عجلة القيادة والدواسات تمثل موضة تقليدية، وأصبح التوجيه الإلكتروني هو البديل المستقبلي لها، متمثلا في ذراع توجيه جانبية يعمل العديد من الصناع على تطويرها، يتم التحكم فيها من خلال يد واحدة ويتواجد عليها مجموعة من الأزرار تمثل الوظائف المختلفة بما فيها الفرملة والتسارع.
ووفقا لرابطة مصنعي السيارات في ألمانيا ستكون نصف السيارات الجديدة المطروحة في ألمانيا بدءا من عام 2010 مجهزة بوصلة إنترنت وعنوان إنترنت خاص متيحة للركاب أثناء سير السيارة التجوال في صفحات الإنترنت وتفحص البريد الإلكتروني أو التسوق أو ما شابه
فضلا عن هذا سيكون بمقدور السيارات تبادل المعلومات بين بعضها البعض. وبالفعل تقدم بي إم دبليو لعملائها خدمة تلماتيك الذكية المعروفة باسم المساعد Assist ،تشمل هذه الخدمة جميع السيارات المشتركة فيها، حيث تقوم تلك السيارات أوتوماتيكيا بإرسال معلومات عن مواقعها وسرعاتها الحالية إلى وحدة مركزية تقوم بمقارنة تلك البيانات مع المعلومات المرورية المخزنة فيها ثم إرسال النتائج ثانية إلى المشاركين في هذه الخدمة، محذرة إياهم من بعض الاختناقات المرورية أو توجيههم إلى طرق بديلة
هل هذا هو الحال الذي سيؤول إليه قطاع سيارات الغد؟ وهل سيتم تهميش سائق السيارة إلى هذا الحد؟ لا يعتقد بذلك الكثيرون من العاملين في هذه المشاريع المتعلقة بالمكونات الذكية، ومنهم على سبيل المثال كارل ناب الذي يعمل حاليا في قسم الابتكارات لدى بي إم دبليو، والذي يعتقد أن التكنولوجيا ليس بمقدورها حتى الآن التعامل مع جميع مواقف المرور المحتملة التي يمكن لأي سيارة أن تمر بها.
ويقول فرانز ماي من دايملر كرايسلر مؤكدا نفس وجهة النظر: "في المستقبل القريب سيكون بمقدور السيارات على أحسن تقدير التصرف دون السائق في مواقف معينة
إن الإلكترونيات المتطورة وحدها لا يمكن أن تكون كافية. يقول كارل ناب من بي إم دبليو: إن التكنولوجيا الحالية مسؤولة عن فقط 30% من التطورات الحالية في حين أن هناك جهود مضنية تستثمر في ابتكارات الهدف منها إتاحة تعديل السيارات من قبل سائقيها بما يتناسب معهم، نظرا لأن سائقي السيارات تتباين ردود أفعالهم في الموقف الواحد، فبعض السائقين يتوترون بشكل ملحوظ عند رؤيتهم للعديد من الإشارات الضوئية.
ويقول فرانز ماي من دايلمر كرايسلر مؤكدا ذلك"في إحدى المرات وأثناء توجهي إلى المطار، صادفتني إشارة حمراء وكان علي التوقف إلا أن رنين هاتفي الجوال فجأة جعلنى أتابع السير ولا أتوقف
لقد أثبتت الاختبارات المتعددة أن درجة تركيز السائق تقل كلما زاد دور التكنولوجيا في السيارة. تحتل هذه المشكلة اهتماما كبيرا حاليا لدى دايملر كرايسلر، وتسعى من خلال السيارة الاختبارية كرايسلر 300 إم-آي تي إلى معالجتها. تشتمل هذه السيارة السوبر على عدد من المجسات لمراقبة درجة انتباه السائق ونسبة التحدث داخل السيارة، أيضا سرعة السيارة على الطريق الحالي وحالة هذا الطريق.
جميع هذه البيانات المستمدة من المجسات تتم مقارنتها بالمعلومات المخزنة في الوحدة المركزية الذكية، ثم اقتراح كيفية للتصرف بالشكل المناسب، فإذا كان السائق يبدو متوترا بدرجة ملحوظة فإن مكالمات الهاتف الجوال القادمة سيتم تحويلها إلى صندوق البريد الصوتي. يعنى هذا – عزيزى القارئ – أن قطاع السيارات لا يتجه نحو تهميش السائق وأخذ زمام القيادة منه، بل تسهيل مهمته بتوفير مثل هذه المكونات الذكية.
